تجليات البيئة ورمزيتها في شعر ذي الرمة: دراسة نقدية إيكولوجية

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم اللغة العربية – كلية الألسن – جامعة الأقصر - مصر.

المستخلص

يهتمُّ النقدُ الإيكولوجي بدراسة العلاقة بين الأدب والبيئة، وهو أكثر اتساعًا وشموليةً، ويتعاملُ مع مختلف العلوم، ولا ننسى أسبقيةَ الأدباء والنقاد العرب في حديثهم عن تأثير البيئة علي الشعر منذ الإرهاصة الأولى للشعر، إلَّا أنَّ مصطلح النقد الإيكولوجي ظهر حديثًا في القرن العشرين، إذن الممارسة حاضرة عند القدامى، والمصطلح كان غائبًا، فهو يبحثُ عن مكانة البيئة داخل النتاج الأدبي للمبدع أو الشاعر؛ بُغيةَ رصد رؤى الشاعر تجاه البيئة، حيث إنَّ البيئةَ تُعدُّ عنصرًا محوريًّا، والإنسان ثمرة البيئة الاجتماعية والطبيعية، وقد تجلَّت هذه العلاقةُ في الشعر الأموي بصورةٍ واضحةٍ وجليةٍ من خلال استخدام الرموز البيئية، وقد ارتبط الشعرُ منذ الإرهاصة الأولى بالطبيعة ومظاهرها الخلابة؛ فاستلهم الشعراء من فيض  مظاهرها المتنوعة؛ لتعكسَ عواطفَهم ومشاعرَهم الجياشة. وقد شهد العصرُ الأموي تطورًا ملحوظًا في الشعر، فعكست التحولات الفكرية والاجتماعية التي شهدها العصرُ ظهورَ الرمزية؛ وذلك لتعبير الشعراء عن مشاعرهم العاطفية وقيمهم بطريقة غير مباشرة، ممَّا أضفى على النصوص الشعرية عند ذي الرمة عمقًا دلاليًّا يسمحُ بتعدُّد الدلالات والتأويلات في قراءة نصوصه، حيث استخدم الرمزيةَ في نصوصه، ووظَّفها في تصوير الصحراء والحيوانات والنباتات والليل، فأسهمت في جعل النصوص أكثر إيحاءً وتأويلًا، ممَّا يعكسُ قدرةَ ذي الرمة على مزج الواقع بالخيال. وتجلَّت الرمزيةُ البيئيةُ في الشعر من خلال استحضار عناصر البيئة الموجودة والمحيطة بهم من: صحراء، وجبال، وأنهار، وليل، ونجوم، ونبات، وحيوان، حيث إنَّ عناصرَ البيئة مثَّلت مشاعرَ وأحاسيسَ دفينةً. ويُعدُّ موضوعُ: " تجليات البيئة ورمزيتها في شعر ذي الرمة: دراسة نقدية إيكولوجية" نافذةً نطلُ من خلالها، ونعرفُ كيف تعامل الشعراءُ مع محيطهم، وتفاعلهم معها؛ فالبيئة هي الحاضنة والمرضعة للشعراء، فهي التي تُشكِّلُ رؤاهم الفنية والفكرية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية