جماليات التشكيل اللوني في مقامات الحريري: دراسة تحليلية

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم الأدب والنقد، كلية اللغة العربية بالمنوفية، جامعة الأزهر، مصر.

المستخلص

تشغل الألوان مكانة مهمة في حياتنا، وهي ذات تأثير على المشهد الأدبي (الشعري والنثري) منذ القدم؛ لما لها من أهمية كبيرة، ولما تعطيه من شحنة دلالية، وقدرة إيحائية، كونها من العناصر الرئيسة في تكوين الصورة الشعرية. قد تشكل الحالة النفسية للأديب دلالات متعددة للون الواحد، فمثلا اللون الأحمر، له دلالة الحسن والبهجة حينا، وفي حين آخر نجد له دلالة الغضب، والنزق، والمشاعر المتأججة، واللون الأسود قد يكون محببا لدى بعض النفوس، في حين أنه لون البؤس والحزن عند آخرين. ولما كان للتشكيل اللوني من أهمية في إظهار جماليات النص في الصورة الأدبية، إضافة إلى ما له من أثر واضح في تثرية النص الأدبي؛ عالجته هذه الدراسة عند الحريري في مقاماته؛ إذ تعدّ (مقامات الحريري) في أعلى قمة الأعمال الأدبية التي عنيت بهذا الفن، ويعدّ الحريري رائد هذا الفن بلا منازع، فعلى الرغم من إن بديع الزمان الهمذاني سبقه إلى هذا الفن، فقد نضج وبلغ الغاية في الإحسان على يد الحريري. ومن ثم عُنيت الدراسة بجانب التشكيل اللوني في مقامات الحريري، من حيث أربعة محاور؛ هي: أولا: الألوان الصريحة، التي ذكرت باسمها صراحة، كالأبيض والأحمر. ثانيا: الألوان غير الصريحة، وهي التي لم يصرح فيها باسم اللون، بل سيق وصف له نفهم من خلاله حقيقة اللون المراد، مثل: أغرّ ومحجل. ثالثا: الألوان المجازية، وهي التي استعملت في غير ما وضعت له، كأن يستمعل البياض للدلالة على رغد العيش، أو العكس كأن يذكر كلمة للدلالة على لون ما، كقوله "غدافية" للدلالة على السواد. رابعا: الألوان الضدية، كأن يذكر البياض والسواد في آن واحد. واعتمدت المنهج الوصفي التحليلي، الذي يُعنى بدراسة النص الأدبي، وتحليله من جميع جوانبه في محاولة لاستقراء مفاهيم النص المقامي، وتحليل نماذج للتشكيلة اللونية ذات الأبعاد النفسية العميقة به. وظهر من خلال البحث كيف تأتّى للتشكيل اللوني أن يسهم إسهاما ملموسا في إظهار الجماليات الإبداعية في المقامات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية