خلل الإبانة عن المعاني في قصيدة (إلى الأستاذ محمد غزالي) لمحمد مكي (ت1985م) دراسة بلاغية نقدية

كان لمحاولات النقد الأولى القائمة على الفطرة اللغوية الصحيحة والذوق السليم أثر كبير في تأسيس علم البلاغة ووضع قواعده، كما كان لها أثرها في الحفاظ على سلامة اللغة وحفظها من الانحدار؛ وتصحيح أخطاء الأدباء وتقويم لسانهم، وبالرغم من هذه الأهمية للنقد في الدراسات الأدبية والبلاغية فمن الظواهر اللافتة - خاصة في الرسائل الجامعية حاليا - انصباب اهتمام الباحث على الدفاع عن الأديب الذي يدرس إنتاجه الأدبي ومحاولة تبرير أخطائه لو حدث و تعرض لها. وقد كان ذلك هو الدافع الأول لاختياري موضوع خلل الإبانة عن المعنى للبحث فيه، إلى أن وصلت يدي لقصيدة محمد علي مكي (إلى الأستاذ محمد غزالي) التي قالها فيه بمناسبة بلوغه سن المعاش، فوجدت فيها كثيرا من أشكال خلل الإبانة عن المعاني وأسبابها، قللما سلم منها بيت في القصيدة، ومع ذلك فقد تناولتها إحدى الباحثات في رسالتها لنيل درجة التخصص الماجيستير ولم تتعرض لأي من ذلك بالنقد أو التلميح لمحل الخلل، لذا اخترت هذه القصيدة لتتخذ الدراسة المنحى التطبيقي، بهدف دراسة ما يتيسر من أشكال خلل الإبانة عن المعاني وعرض أسبابها بشكل تطبيقى يساعد على تكوين الذائقة اللغوية السليمة كما يساعد على تجنب تكرار الأخطاء وأسباب الخلل؛ فجاء البحث بعنوان (خلل الإبانة عن المعاني في قصيدة (إلى الأستاذ محمد غزالي) لمحمد مكي (ت1985م) دراسة بلاغية نقدية)، وجمع بين منهجي الاستقراء والاستنباط. ومن النتائج التي توصل إليها البحث: -كان لمحاولة محمد مكي تقليد الشعراء السابقين دون وعي بمتطلبات مقام القول أثر قوي على خروج كثير من المعاني من المدح إلى الذم. وأدى تكلف البديع في القصيدة إلى الإخلال بالمعاني التي حاول التعبير عنها. - وكثيرا ما انصب الاهتمام في القصيدة على إقامة الوزن والمحافظة على حرف الروي حتى لو أضر ذلك بالمعنى المقصود و ظهر جليا غياب معاني بعض المفردات ودلالة استعمالها وطريقة اشتقاقها عن إدراك المتكلم مما جعل الوصول إلى المعنى المقصود مبنيا على التخمين.