الإعجاز القرآني في الأسلوب المتفرد (صلاح البال) أنموذجا

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم البلاغة والنقد - كلية اللغة العربية في المنوفية - جامعة الأزهر- مصر.

المستخلص

إنماز القرآن الكريم بنماذج وأساليب وعبارات وألفاظ فرائد لم ترد في غير موضعٍ متفرد أو موضعين على الأكثر , من تلك العبارات التي استوقفتني منذ بداية رحلتي مع تدبر آيات القرآن الكريم , من محكمه ومتشابهه, وكنت كلما أمر عند تلاوة هذا الموضع يلامسني إحساس بالطمأنينة , ويملأني شعور بالراحة . وكنت كلما عزمت على الخوض في بيان أسرار هذا التعبير المعجز شغلت عنه إلى غيره , إلى أن وفقني الله –تعالى- للنظر في هذا الموضع الفريد الذي لم يرد في القرآن كله صراحة غير مرتين في سورة (محمد)-صلى الله عليه وسلم- , وهما قوله تعالى : (وأصلح بالهم), (ويصلح بالهم) , والذي شدني إلى تناول هذا التركيب المعجز في بيانه وأسلوبه , كيف عبر القرآن عن صلاح البال في جانب الذين قتلوا في سبيل الله , وما مناسبته بما قبله وبما بعده , ودواعي ذلك , وأثره على النفوس ؟ من هنا شمرت ساعد الجد في البحث عن دواعي استعمال الموضوعين ومناسبتهما ومعالجة كل معالجة بيانية بلاغية. ومن العجيب أن تجد موقفا عصيبا مر على المسلمين يوم أحد اشتد عليهم البلاء, وقام رأس المشركين بتعييرهم بما لا يليق , فتولى الحق سبحانه رد تعييرهم بما هو أصلح للنفوس , وأهدأ للقلوب, حيث تولى رعايتهم وولايتهم , ومحا عنهم آثار المعاناة وما يشغلهم من التفكير وما يقلق حالهم ومآلهم, ومناسبة قوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم), لما قبلها : (وأصلح بالهم) موضع البحث, وما ذاك إلا تكريما لهم ورفعة لشأنهم في الدنيا والآخرة؛ لذا تصدرت السورة الكريمة بهذا الشرف العظيم طمأنة لقلوبهم, والدفاع عنهم وتولي أمرهم , ومحو ما يحيط بهم من أحقاد ؛ ولتثبيت صفوف أهل الإيمان , ولمواجهة الحروب النفسية التي شنّها أهل الشرك إضعافا لقوى أهل الإيمان, ونصرهم والحفاظ عليهم .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية