مناهج تعليم البلاغة العربية للطلاب الوافدين شعبة الشريعة الإسلامية بين مشكلات الواقع وآفاق التطوير

ترجع أهمية الموضوع إلى أنه يعالج خللا في المناهج البلاغية المقررة على طلاب الشريعة الإسلامية في كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين جامعة الأزهر من خلال رصد القصور الموجود في تلك المناهج واقتراح حلول لها؛ حتى يكون هؤلاء الطلاب خيرَ سفراء ورسلٍ للأزهر الشريف في شتى أرجاء المعمورة، بعد أن يتذوقوا البلاغة العربية ويقفوا على أهم فنونها التي تعينهم في تخصصهم وفي استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية. يهدف البحث إلى الوقوف على السلبيات في إعداد مناهج تعليم علوم البلاغة لغير الناطقين بالعربية وتقديم حلول للمعوقات والصعوبات التي يجدها الطلاب الوافدون من الأعاجم من قبل هذه المناهج ومن قبل من يقوم بتدريسها لهم، وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفي الاستقرائي الذي يقوم على وصف الظاهرة وتحليلها، ثم المنهج النقدي الذي يقوم على إبراز السلبيات في المنهج البلاغي المقرر على طلاب الشريعة الإسلامية في كلية العلوم الإسلامية لتجنبها واقتراح الحلول الناجعة لهذه السلبيات، وهذا البحث يستنتج منه ضرورة ربط البلاغة منهجا وتدريسا بالتخصص الذي تدرس في رحابه، فإذا درسها طلاب الشريعة كان واجبا أن يحتوي المقرر على الصلة الوثيقة بين الشريعة والبلاغة وكيف تفيد البلاغة في استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية، وإذا درسها طلاب أصول الدين وجب أن يحتوي المقرر على العلاقة المتينة بين البلاغة وأصول الدين بما في هذه الأصول من التفسير والحديث والعقيدة والدعوة والخطابة...الخ، ناهيك عن حاجة طلاب شعبة اللغة العربية لها وضرورة الوقوف عليها في فهم النصوص المختلفة قرآنا وسنة وشعرا ونثرا...الخ، كما يستنتج منه ضرورة أن يراعى في واضع المنهج البلاغي لهؤلاء الطلاب الخبرة العملية والاحتكاك الفعلي بالطلاب الوافدين حتى يراعي في المنهج ما يناسبهم في تخصصهم، ويُعرض عن الأشياء التي لا تفيدهم أو التي يصعب عليهم فهمها والوقوف عليها، كما يستنتج منه ضرورة أن يشتمل المنهج على أحدث الطرق التعليمية والوسائل المعينة في فهمه والوقوف على كل تفاصيله، كما يستنتج منه ضرورة العمل على التطوير المستمر في وضع المناهج ومراجعتها سنويا وحذف غير المناسب لهم وإضافة ما ليس لهم غنى عنه في مجال تخصصهم، ويوصي البحث بتطبيق ما تم فيه على شتى التخصصات سواء للطلاب الوافدين أو لغيرهم، فينبغي أن يكون المنهج البلاغي وثيقَ الصلة بتخصص الفئة أو التخصص المستهدف، وهذا يشمل تخصصات أصول الدين والإعلام واللغات والترجمة وغير ذلك.