ثبوت النون في الأفعال الخمسة في حالتي النصب والجزم: دراسة نحوية تحليلية

تسعى الدراسة إلى بيان حكم ثبوت النون في الأفعال الخمسة في حالتي النصب والجزم، وتنبع أهميتها من مكانة نون الرفع وكثرة استعمالها في العربية، لا سيما في القرآن الكريم، إلى جانب تعدد أحكامها الإعرابية بين الثبوت والحذف، وجوبًا وجوازًا؛ لذا جاءت هذه الدراسة لتوضيح حكم ثبوت النون في الأفعال الخمسة مع الناصب والجازم. تهدف الدراسة إلى استقصاء الأحكام الإعرابية لنون الرفع، وبيان حكم حذفها في الشعر والنثر اختيارًا دون علة، كما تهدف إلى دراسة القراءات القرآنية الشاذة، واستعراض الشواهد الشعرية التي تؤيد ثبوت النون في الأفعال الخمسة مع الناصب والجازم؛ بالإضافة إلى ذلك، تتناول الدراسة بعض لغات العرب التي تخالف القواعد والأحكام النحوية، موضحةً أثرها على أقوالهم ومآثرهم، والمنهج المتبع في الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي الاستقرائي. خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج، أبرزها: يتضح من تحليل الشواهد الشعرية والقراءات القرآنية أنَّ ثبوت النون في الأفعال الخمسة بعد دخول الناصب (أنْ) والجازم (لم) هو لغة متأصلة لدى بعض العرب، وليس ضرورة شعرية؛ مما يعكس تنوع الاستعمال اللغوي، كما أنَّ صحة القراءات الشاذة واستشهاد النحاة بها، كالخليل وسيبويه، يؤكد جواز الاستدلال بها في الدراسات النحوية، وعليه، فإنَّ إثبات النون في الأفعال الخمسة مع الناصب والجازم أولى من تأويلها؛ لكونها لغة موثقة في القراءات الشاذة وأشعار العرب. يوصي الباحث بتعزيز الأبحاث لدراسة تأثير القراءات الشاذة والشواهد الشعرية في تشكيل القواعد النحوية، من خلال مقارنة القراءات المشهورة بالشاذة، وتحليل تنوع اللهجات العربية قديماً لفهم أثره في تفسير النصوص الشرعية وتقعيد القواعد المعيارية.