أثر الإيقاع القرآني لرواية ورش عن نافع في إيضاح المعنى (سورة نوح أنموذجا)

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم الأدب والنقد -كلية اللغة العربية بالمنوفية -جامعة الأزهر -مصر

المستخلص

كتاب الله هو المعين الذي لا ينضب، والشمس التي لا تغرب، لم يزل إعجازه يتجدد على مدى العصور ليغمر قلوب المؤمنين بالهدى والنور، ومن أوجه إعجازه إعجاز إيقاع أنغامه الماثل في ترتيله بآدابه وأحكامه، فما من قارئ يخشع في تلاوته ويقيم حروفه من دون زيادة أو نقصان إلا أبان عن إيقاع فريد لا تمله الآذان، يتدفق إلى القلب فيزيده أقباسا من نور الإيمان. ومن إيقاعات رواياته المعجزة، رواية (ورش) لما فيها من تفرد في الأحكام نتج عنه تفرد في الإيقاع فيزداد بطئا حينا ويزداد سرعة حينا آخر، كما يرق حينا ويشتد حينا آخر، وهو في كلٍّ موافق للمعنى معين على فهم القرآن وتفقه آياته، وكان ذلك بارزا واضحا في سورة نوح؛ فالسورة تنتظم قصة تحكي مناجاة (نوح) لربه، وشكايته وتألمه من جحود قومه، وقد عضد الإيقاع الورشي المعنى القرآني في إظهار المفارقة الكائنة بين (نوح) وقومه، فقد كان رفيقا بهم أشد الرفق يبذل كل طاقته في إدخالهم رحمة ربه ومغفرته، وهم غلاظ جفاة يبذلون كل طاقاتهم في الإعراض عنه وتكذيبه وإيذائه أشد الإيذاء، فأغرقوا أنفسهم في خطيئاتهم، فاستحقوا عذاب ربهم غرقا في الدنيا، وإحراقا في الآخرة بالنار، وكان دعاء نبيهم عليهم رحمة بأهل الإيمان أن يفتنوا بهم،  وإحسانا لذرياتهم أن يرثوا كفرهم واستكبارهم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية