الاستعارة "غير المفيدة" .. مفيدة

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

فسم الأدب والنقد، كلية اللغة العربية بالمنوفية، جامعة الأزهر، مصر.‏

المستخلص

فكرة الدراسة: لقد كان للغايات النبيلة والأهداف السامية لعلماء الحضارة الإسلامية الأفذاذ تأثير سلبي لم يتعمدوه على الجوانب الجمالية الكامنة في التراث الأدبي للغة العربية ؛ إذ انصرف همُّهم في جمعهم للغة وتقعيدها إلى الحفاظ عليها ؛ لأنها لغة القرآن الكريم بصفة أساس والحديث النبوي كذلك ، ومن ثَمّ لغة حضارة الإسلام وتراثه. وكان من أبرز وجوه هذا القصور ما نلمسه من قطع النص من سياقه لتقرير ما طلبوه لأجله وكونه شاهدا عليه ، فلم يلتفتوا للجوانب الجمالية التي هي الغاية الحقيقية التي كان يرمي إليها المبدع وللبناء الفني للنص ؛ فترتب على ذلك قصور في النظر إلى النص المقطوع ، وربما صدر عنهم رأي أو حكم يفتقر إلى الدقة ، وهذا ما أدركه ونبه عليه عدد من رموز حضارتنا ، منهم الجاحظ. وهذا ما دعا لمناقشة الإمام الجليل عبد القاهر الجرجاني تقسيمه الاستعارة إلى مفيدة ، وغير مفيدة ، وكذا من سبقه بالقول بالاستعارة "القبيحة" أو "الفاحشة" ، وهي نقل اسم عن أصل وضعه ليحل محل اسم آخر وهما في الأصل واحد باختلاف جنس المدلول عليه ، وهذا ما أثبتنا بالدليل أنه حكم غير سديد ، وذلك بعد رد الشاهد إلى موضعه من سياق النص أو القصيدة ليظهر جليا الداعي الذي حدا القائل المبدع إلى استعارته وهو على علم يقيني بالفرق بينهما وأبلغية الاستعارة. وترتب على ذلك بالضرورة المنطقية أن النقل غير الواعي – الذي سببه الجهل بأصل الوضع أو الغفلة أو الإهمال لا يعد استعارة بالمرة ، وتكون المحصلة النهائية أن كل استعارة نافعة ، وأن تلك الأوصاف : "قبيحة" ،"فاحشة" ،"غير مفيدة" لا أصل لها ؛ فإما استعارة أو لا استعارة ، وأن التقسيم فاسد لا يصح في عرف الإبداع الجمالي الأدبي .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية