استدراكات الشيخ القاضي على الإمام الشاطبي من خلال كتاب الوافي (جمعًا ‏ودراسة)

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم القراءات، كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بطنطا، جامعة الأزهر،مصر.

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ‏سيدنا محمد النَّبى الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن منظومة (الشاطبية) الموسومة بـ (حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات ‏السبع) للإمام الشاطبي - ت:590هـ - تُعَدُّ نظما فريدًا في بابها؛ إذ هي أفضَل ‏منظومةٍ في القراءات السَبْع، كتَب الله تعالى لها القبول من بيْن غيرها من القصائد؛ ‏حتى صارتْ مُعْتَمَدًا لكُلِّ مَن أراد أن يُتقِن القراءات السبعَ؛ فقد لَقِيتْ - من القبول ‏والاستحسان - مالم تَلْقَهُ غيرُها من المنظومات، وعكَف عليها العلماءُ و الباحثون ‏شرحًا وتحليلًا ودراسة، حتى تجاوزتْ شروحُها مائةَ شرْحٍ، منها المُطَوَّلُ ومنها ‏المختَصَر، وكان من أهمِّ شُرُوحِها: كتابُ (الوافي في شرح الشاطبية) للشيخ عبد ‏الفتاح القاضي - ت: 1403هـ - وقد كان هذا الشّرْحُ سببًا مباشرًا من أهَمِّ أسباب ‏هذا البحْث. ‏
تدورُ مادّةُ هذا البحث حوْل جمْع المسائل التي استَدْرَكَها الشيخُ القاضي – ‏رحِمَه الله – على الإمام الشاطبي – رحِمَه الله – ودراسَتِها؛ لبيان ما خلُصَ إليه ‏البحثُ فيها من صواب وخطإ، ومعلومٌ أنّ كتاب (الوافي) من أهمِّ الكتُب المعاصِرَة ‏التي عكَف صاحِبُها على شرْح الشاطبية شرْحًا وافيًا، وقد كان له من اسْمِه نصيب، ‏حتى قال بعضُهُم: " الوافي وافٍ" وقد كان للشيخ القاضي تعَقُّباتٌ في بعض ‏المواضِع في أثناء شرْحِه، حاولْتُ أنْ أتتبَّعَها وأجْمَعها في هذا البحث، وأصنِّفها إلى ‏مسائل جامعةٍ تنطَوِي تحت كلِّ منها مسائلُ فرعيّةٌ تدخُل فيها، كأنْ أجْمَع الأبيات ‏التي فُهِم منها خلافُ المراد في مكان واحدٍ، وكذلك الأبيات التي لم تُوفِ بغَرَضِ ‏الإمام الشاطبيّ، وما خالفَ فيه الإمام الشاطبيُّ كتاب (التيسير) للإمام الدانيّ، وهلمّ ‏جرّا.‏  وهذه الاستدراكاتُ تنقَسِم قسْمَيْن؛ لأن منها ما وقَع في أبواب الأصول، ومنها ‏ما وقَع في أبواب الفرش؛ فجعلْتُ كلّا منهما على حِدَةٍ، والطريقة المتَّبَعَةُ في البحث: ‏أن أذْكُر البيْت محِلَّ الاستدراك، ثم أبيّن موضِع الاستدراك، ثم أذْكُر تعليق الشيخ ‏القاضي عليه، ثمّ أبيّن ما ظهَر لي من الصّواب في كلٍّ، وما يلْزَم الإمام الشاطبيَّ منها ‏وما لا يَلْزَمُه. وكشف البحث عن أهمية كتاب الوافي ومكانته بين شروح الشاطبية، ومن ثَمَّ ‏أهمية ما جاء فيه من استدراكات وجَبَ التنبيه عليها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية