ثنائية الـ (أنا) والـ (نا) في القصائد المجمهرات مقاربة نقدية

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

‏ قسم الأدب والنقد، كلية اللغة العربية بالمنوفية، جامعة الأزهر، مصر.‏

المستخلص

الثنائية في دراستنا هذه مزاوجة في التعبير عن الذات من جهة، وعن الجماعة من جهة أخرى. يمثل الأولى (الذات) في دراستنا ضمير الـ (أنا)، وهي ضمير النفس المتكلمة، في حين يمثل الجماعة ضمير الـ (نا) وهي ضمير جماعة المتكلمين (فاعلين كانوا أو مفعولين)، وهذا هو المقصود هنا، لا ضمير العظمة الذي يعبر عن الذات المفردة المعظمة نفسها، أو التي يعَظِّمُها غيرها، لأن ضمير (نا) قد يستخدم في حديث الذات أيضا على سبيل التعظيم والتفخيم والتكثير، فهذا ليس المراد هنا، بل المراد ضمير الجماعة، التي تمثل القبيلة. والمجمهرات هي قصائد الطبقة الثانية بعد طبقة المعلقات، كما اختارها أبو زيد بن أبي الخطاب القرشي، في كتابه (جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام)، وهي لـ: [عنترة بن شداد، وعبيد بن الأبرص، وعدي بن زيد، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، وبشر بن أبي خازم، والنمر بن تولب] واتخذت الدراسة من المقاربة منهجا، يمثل تكأة لها في اعتماد تحليل النصوص، والكشف عن علاقة تلك المزاوجة الثنائية في القصيدة الواحدة، ثم علاقاتها ببعضها على مستوى القصائد السبع، كاشفة عن تلك الحالة التي استطاع بها الشاعر معايشة هذه الثنائية بين ذاته ومتطلباتها، وبين جماعته وواجباته نحوها، ثم مدى طغيان أحد فردي هذه الثنائية على الآخر. وكان التعبير عن الـ(أنا) بعدة وسائل متنوعة، منها: الصدق والصراحة، وعدم الوضوح الضبابية، والحيطة والحذر. وأما التعبير عن الـ(نا) فجاء تحت مظلة الضمير الجمعي، والانتماء القبلي، والشعور بالمسئولية تجاه الجماعة، وكان من خلال عدة وسائل اختلفت بين: توثيق الأواصر، والترهيب والتحذير، والإنذار والمساومة... وظهرت المزاوجة في التعبير بين فردي الثنائية، في عموم القصائد، ولكن طغت الـ(أنا) عند عنترة، بشكل أوضح، في حين تكاد تفنى الذاتية عند أمية وخداش. ولكن في العموم كان للـ(نا) النصيب الأعظم، والقدر المعلى في المجمهرات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية