إِقَالَةُ الْقَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ بِإِقَامَةِ الْإِيقَاعِ فِي النَّظْمِ الْقُرْآنِيِّ الْحَكِيمِ

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم النحو والصرف والعروض، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، مصر.‏

المستخلص

لا جرم أن الإيقاع مرتبط بالطبيعة والروح, وهو مطلب رئيس من ‏مطالب هذه اللغة الشريفة؛ ومن ثمَّ فإن هذا المطلب مقدَّمٌ على القاعدة النحوية ‏في النظم القرآني الكريم, وذلك جانبٌ مهمٌّ من جوانب إعجازه, لأنه نزل على ‏مقتضى المسلك العربي متحدِّيًا قومًا لا بضاعة لهم سوى الوزن والإيقاع والبيان؛ ‏فكان لنظم القرآن وحسن سَبكه إعجازٌ يفوت قدرة البشر, هو غير الإعجاز الذي ‏لِجُمله وتراكيبه وفصَاحةِ ألفاظه. وهذا البحث يُعَدُّ من أبكار الأفكار؛ لأنه يهدف ‏إلى بيان أنه يمكن أن يُضحَّى بالقاعدة النحوية المطردة في سبيل الحفاظ على ‏العنصر الموسيقي المطَّرِد, وكان المنهج هو الاستقراء شبه التام, ثم الانتقاء لما ‏يُدلِّل على الفكرة, ويبيِّنُها. وقد توصل البحث إلى ما يأتي:  ‏أَوَّلًا: الْإِيقَاعُ شَيءٌ فِطْرِيٌّ لَدَى الْكَائِنَاتِ كُلِّهَا, وَلَهُ وَظِيفَةٌ إِيحَائِيَّةٌ مُهِمَّةٌ ‏فِي نَقْلِ أَحَاسِيسِ مُبْدِعِ النَّصِّ. ثَانِيًا: حِرْصُ النَّظْمِ الْقُرْآنِيِّ الْحَكِيمِ عَلَى إِقَامَةِ اللَّازِمَةِ الْمُوسِيقِيَّةِ بِسَلْبِ ‏الْقَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ هُوَ جَانِبٌ مُهِمٌّ مِنْ جَوَانِبِ إِعْجَازِهِ الَّذِي يُغَايِرُ إِعْجَازَ جُمَلِهِ ‏وَتَرَاكِيبِهِ وَفصَاحَةِ أَلْفَاظِهِ.‏ ثَالِثًا: إِقَامَةُ الْإِيقَاعِ مَطْلَبٌ مُهِمٌّ جِدًّا مِنْ مَطَالِبِ النَّظْمِ الْقُرْآنِيِ الْحَكِيمِ؛ ‏مِنْ أَجْلِ تَمْكِينِ الْمَعْنَى, وَتَحْسِينِ الْمَبْنَى, وَتَقْوِيّةِ الدَّلَالَةِ, وَتَغْذِيَةِ الْوِجْدَانِ.‏ رَابِعًا: لِلنَّظْمِ الْقُرْآنِيِّ الْحَكِيمِ طَرَائِقُ مُتَعَدِّدَةٌ مِنْ أَجْلِ إِقَامَةِ الْإِيقَاعِ, مِنْهَا ‏سَلْبُ الْقَاعِدَةِ النَّحْوِيَّةِ؛ بِحَذْفِ الْيَاءِ مِنَ الِاسْمِ الْمَنْقُوصِ الْمُعَرَّفِ بِأَلْ, كَمَا فِي [ ‏الْوَادِ- الْمُتَعَالِ ], وَبِتَذْكِيرِ الْمُؤَنَّثِ, كَمَا فِي [ حَسِيبَا ], وَبِجَمْعِ مَا هُوَ مُفْرَدٌ, ‏كَمَا فِي [ إِلْيَاسِينَ ], وَبِالْإِتْيَانِ بِلُغَةٍ أُخْرَى لِلْكَلِمَةِ, كَمَا فِي [ سِينِينَ ].‏ خَامِسًا: تَرْكُ الْوَقْفِ عَلَى الْفَوَاصِلِ إِخْلالٌ بِحَقِّ الْمَقْرُوءِ مِنَ الْجَانِبِ ‏الإِيقَاعِيِّ.‏

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية