بــــلاغة الحِجَــــاج في النص الشعري( قصيدة "أنا" لإيليا أبو ماضي نموذجًا)‏

المؤلف

قسم البلاغة والنقد، كلية اللغة العربية بالمنوفية، جامعة الأزهر، مصر .‏

المستخلص

هذه دراسة موجزة تكشف عن الأثر البلاغي للخطاب الحجاجي في النص الشعري، بغية توظيف مفاهيم وأدوات تحليلية ومنهجية جديدة من خلال قصيدة بعنوان "أنا"، وهي تحمل كثيرًا من الرموز الفلسفية والأهداف الاجتماعية، وقد استعمل "إيليا أبو ماضي" في تلك القصيدة الرائعة وسائل حِجاجية بلاغية مُتعدَّدة كالضمائر، والعطف، والتكرار، والتشبيه، والاستعارة، والكناية، والمحسنات البديعية، فضلا عن مسائل علم المعاني؛ من أجل إقناع المتلقي واستمالته لقبول وجهة النظر، فكان الهدف استخراج أهم المظاهر الحجاجية لهذا النص الأدبي، وتأكيد الطابع الحجاجي العام لهذه القصيدة(نصا، وعنونا، وحوارا ،وصورا بلاغية...)،  فالعلاقة قوية جدا بين ما يهدف إليه الدرس البلاغي بوسائله وما يهدف إليه الحجاج من التأثير في المتلقي. فكانت وظيفة الحجاج في القصيدة: الإبانة، وإقامة الدليل والبرهان، وإثبات ما تمس الحاجة إلى إثباته، فالمجتمع الأمريكي الذي تسود فيه التفرقة العنصرية هو الذي أوحى إلى أبي ماضي بتحديد الصفات الإنسانية للرجل الذي ينبغي أن يُحترم، وقد اتسم أسلوب الشاعر بسهولة الألفاظ، ووضوح العبارة، واستخدام الصور والمحسنات من غير تكلف، فأبدع في قصيدته التي أثبتت ببراعة العلاقة القوية بين البلاغة العربية والحجاج. وأثبتت الدراسة أن النظرية الحجاجية لا تقتصر على التحليل في الأقوال والجمل، وإنما تشمل النصوص الأدبية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية، وغيرها؛ مما أدى إلى تطورها وتوسيع مجال تطبيقها، ومن ثمَّ تبين أن النص الشعري الحجاجي نص متناغم مترابط متماسك، وكما يكون الحجاج في النثر، فإنه يكون أيضا في الشعر، فهو قادر على إقناع المتلقي بالحجة والعاطفة، ومن هنا ظهر جليا أن البلاغة تمتلك دلالة مزدوجة: فهي أداة محاججة، ووسيلة تفكير، وتقنية للإقناع، أضف إلى ذلك كونها فن للقول، وجودة الحديث.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية