المسكوت عنه في رواية الشعر العربي القديم وتحقيقه (دراسة تحليلية نقدية)

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم اللغة العربية، كلية التربية، جامعة الاسكندرية، مصر

المستخلص

إن قراءة النصوص الشعرية تنبني في المقام الأول على سبر أغوار النتاج الأدبي، والوقوف على مكنوناته، والوصول إلى بنيته العميقة دون السطحية التي تحدد بدورها فاعليته وقيمته في محيطه الثقافي والأدبي. وقد أدى الرواة والمحققون العرب والمستشرقون دورًا بالغ الأهمية في إقصاء، أو لنقل "قمع" بعض النتاجات الأدبية، التي عدوها خارجة عن الإطار النقدي والأخلاقي والسياسي والديني، مما أحدث بدوره فجوةً بين رواية الشعر في الديوان، وروايته في كتب التراث. وقد ظهرت تلك الإشكالية بجلاء في أعمال المستشرقين الذين ارتأوا في "المسكوت عنه" في الشعر مظان السلب والعوار الذي يفت في عضد ثقافتنا العربية الأصيلة، فأخذوا على عاتقهم محوه تعضيدا لسياساتهم التي اكتنفها العداء –حسب الإواليات المسيطرة علينا دون استنطاق فعلي للنصوص الكاملة، وبعضهم قد حجب عن قراء العربية بعض النصوص متذرعًا بحصول المفسدة من إذاعتها، فقدم نصوصًا مبتورةً. الأمر الذي يختلف مع المحققين العرب الذين أخذوا على عاتقهم –في غالبية الأحايين- السكوت عن بعض جوانب ذلك التراث صونًا له، وتقديسا لشأن العربية.    وتتغيا تلك القراءة الوقوف على فجوات ديوان العربية، ورصد مسارات القمع وآلياته، وتحليل الوشائج بين عمل الرواة قديمًا، والمحققين العرب والمستشرقين حديثا، وإعادة قراءة المشهد الشعري الذي قدمه ذلك "المسكوت عنه" وفق معطيات الثقافة العربية. ولا ينحصر حجم "المسكوت عنه" في أبيات محدودة في دواوين بعينها، بل لقد انسحب الحكم بالمسكوت عنه إلى حقب تاريخية بأكملها    امتدت إليها السلطة، وعملت على طمس معالمها، ونفي سيرة شخوصها، ولعل أبرز الأمثلة الدالة على ذلك النهج في تراثنا ما نلتقيه من محو لمعالم التاريخ الأموي ولسيرة بعض خلفائه، وكذا ما يلحق بالتاريخ الفاطمي الذي اندثر تحت وطأة ثقافة "المسكوت عنه".

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية