سيميائية الحواس في شعر عبد الله البردوني ديوان (من أرض بلقيس) أنموذجا

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم الأدب والنقد، کلية اللغة العربية بالمنوفية، جامعة الأزهر، مصر.

المستخلص

يهدف الباحث من خلال هذه المحاولة دراسة سيميائية الحواس في شعر (البردوني) وخُصَّ ديوان (من أرض بلقيس) بالدراسة والتحليل؛ لظهور الصورة الحسية فيه بصورة واضحة المعالم ومکثفة الدلالة، وکذا العمل على إبراز جمالية توظيف هذا المصطلح، الذي شاع توظيفه بمعنى السمة أو العلامة، فقد استطاع هذا الشاعر الضرير توظيف الحواس الخمس في شعره توظيفا ينم عن عقلية واعية، وموهبة فذة استطاع من خلالها التعبير عن مضامينه ورؤاه الفکرية، وإبراز المعاني الوظيفية التي جاءت صوره الحسية للتعبير عنها وما ينسجم مع رؤيته وتجربته الشعرية، فاعتمد على الحواس وجعلها وسيلة للصورة الشعرية عنده، کثف من خلالها الدلالات؛ ليعبر عن مخزونه العاطفي، ويعلن قدرته على مجاراة المبصرين، حتى يقدم للقارئ صوره الحسية بتشکيلات إبداعية رائعة، ومما يعکس أهمية الصورة الحسية في شعره: عدم خلو قصائده من ذکر مشاهد حسية تتجسد بإحدى الحواس التي يعمد إلى توظيفها توظيفا دقيقا في جل أغراضه، مستخدما الحاسة المناسبة لکل غرض، ففقدان البصر عنده وهو في سن مبکرة لا يمثل أية إعاقة في تشکيل صوره الشعرية، بل کان له الأثر الأکبر في تکوينه الفکري والثقافي والسلوکي والاجتماعي. وفي النهاية يتبين أن الشاعر وظف صوره الحسية في الأغراض المختلفة؛ ليعکس لنا تجربته الشعرية وما يجول في خاطره ومشاعره، ففي غرض الغزل وظف الصورة البصرية للتعبير عن حنينه الدائم إلى محبوبته والشکوى من فراقها، کما وظف الألوان التي تتناسب مع هذا الغرض بدلالاتها ومدلولاتها، ووظف الصورة الحسية السمعية للتعبير عن فخره بقصائده ووقعها على الأسماع وما تحدثه من نغم وشجن، وللتعبير عن صوت محبوبته العذب المحبب لديه، إضافة إلى استحضار الأصوات المحيطة بالإنسان من طبيعة وإنسان وحيوان وحروب، کما وظف الصورة الشمية ليعبر من خلالها عن الرائحة العطرة التي تفوح من محبوبته، وتغنيه بها، کما وصف جمال الطبيعة في بلده اليمن ورائحة حدائقها وجوها العذب.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية