أثر الدلالة في البنية تصحيحا وإعلالا: دراسة صرفية في ضوء القرآن الکريم

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

قسم اللغة العربية وآدابها ـ تخصص اللغويات، کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر.

المستخلص

لقد قَرَّرَ الصَّرْفِيُّونَ وُجُودَ عَلَاقَةٍ بَينَ الدِّلَالَةِ وَالبِنْيَةِ تَأْثِيرًا وَتَأَثُّرًا، وَاطَّرَدَت تلک العلاقة فِي کَثِيرٍ مِن الْأَبْوَابِ الصَّرْفِيَّةِ الَّتِي کَانَ بَابُ الْإِعْلَالِ واحدا منها، فَصُحِّحَتْ بَعْضُ الْبِنَى الصَـّرْفِيَّةِ فِي الْکَلَامِ الْعَرَبِيِّ الْبَلِيغِ لِلدِّلَالَةِ عَلَى أَصْلِ الْبَابِ الَّذِي اطَّرَدَ إِعْلَالُهُ، وَکَذَلِکَ أُعِلَّتْ الْبِنْيَةُ الصّـَرْفِيَّةُ أَحْيَانًا عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ الصِّنَاعِيِّ مُرَاعَاةً لِدِلَالَةِ السِّيَاقِ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ تلک البنية، وَقَدْ أَثَّرَت الدِّلَالَةُ فِي بِنْيَةِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ تأثيرا واضحا، حتى ترى أن نَظْمَ الْقُرْآنِ الْکَرِيمِ الَّذِي هُوَ فَوْقَ کُلِّ کَلَامٍ صِنَاعَةً وَمَعْنًى قَدْ يُؤْثِرُ وَجْهًا لُغَوِيًّا غَيْرَ مَا عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعَرَبِ فِي کَلَامِهِمْ، ولا يمکن أن نحْصُرَ  ذَلِکَ في تَعَدُّدِ الْأُسْلُوبِ أَوْ بَيَانِ الْأَوْجُهِ الْـجَائِزَةِ فِي الْبِنْيَةِ أَو التَّرْکِيبِ، بَلْ إِنَّ وَرَاءَ هَذَا الِاخْتِيَارِ للنظم البليغ ـ فيما أعتقد ـ دِلَالَةً جَعَلَت الْقُرْآنَ الکريمَ يَـخْتَارُ ويُؤثر مَا جَاءَتْ عَلَيْهِ مِن النَّظْمِ آيَاتُهُ الْـمُحْکَمَاتُ، وَفِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ الْکَرِيمِ وَشَوَاهِدِهِ يَتَجَلَّى لنا مَا لِلدِّلَالَةِ مِنْ أَثَرٍ فِي مَجِيءِ الْبِنْيَةِ عَلَى صُورَةٍ مُغَايِرَةٍ لِظَاهِرِ ما تقتضيه الصِّنَاعَةِ الْإِعْرَابِيَّةِ أَو الصَّـرْفِيَةِ، أَوْ مَا عَلَيهِ الْـجُمْهُورُ، فَيُعِلّ مَا اطَّرَدَ في القِيَاسِ تَصْحِيحُهُ، وَيُصَحِّحُ مَا يَقُولُ الْقِيَاسُ بإعلاله، وَبَيَانُ الدِّلَالَةِ الَّتِي سَوَّغَتْ ذَلِکَ بَلْ جَعَلَتْ مَـجِيءَ الْبِنْيَةِ عَلَى تِلْکَ الصُّورَةِ فَوْقَ کُلِّ نَظْمٍ، هَذَا الْبَيَانُ يَزِيدُنَا يَقِينًا بِثَبَاتِ وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْإِعْجَازِ الْقُرْآنِيِّ أَلَا وَهُوَ الْإِعْجَازُ الصَّرْفِيُّ، فجاء هذا البحث محاولا  الکشفَ عن أثر الدلالة في البنية تصحيحا وإعلالا، وقد أخذت في البحث المنهج التطبيقي وذلک بدراسة شاهد قرآني أو أکثر في کل موطن، وذلک بعد التمهيد ببيان مفهومِ الدلالة وأنواعِها، ومقصودِ البحث بالدلالة الصرفية، وبيانِ أهميةِ الدلالة في فهم المعنى، وتقديم صورة لأثر الدلالة في البنية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية