إشکـــاليَّــــة عدم احتجاج سيبويه بالحديث وعدم رفع ما أورده حديثًا. دَرْک منزعِهِ وعرض حجَّتِهِ

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الامام محمد بن سعود

المستخلص

يحاول هذا البحث الوصول إلى السَّبب الحقيقيِّ الَّذي من أجله لم يحتجَّ سيبويه بالحديث النَّبويِّ في کتابه (الکتاب)، وأنَّه عمد إلى ذلک قصداً، فليس أمره کان من جهالةٍ أو إغفال، وسار على منهجه المتقدِّمون من النَّحويِّين.
 وجاء هذا البحث کاشفاً أيضاً سبب عدم رواية سيبويه الأحاديث مرفوعة ومسندة للنَّبيِّ الکريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- بل هو يوردها إيراد کلام العرب، ويسوقها سَوقه.
وأبان أنَّ الدِّراسات المعقودة في قضيَّة الاحتجاج بالحديث في النَّحو في عمومها لم تصل إلى العنقود، وأنَّ ما طُرح لذلک الامتناع من أسبابٍ عند المعاصرين إن هي إلَّا تسبيب لا أسباب، وأنَّها متوهَّمة وليست بحقيقيَّة.
وينسغ هذا البحث أيضاً في نشر معالجات هذه الأسباب عند مجوِّزي الاحتجاج، وأنَّ معالجاتهم لها شابتها الانفعاليَّة والعاطفة وابتعدت في بعض طرحها عن الموضوعيَّة والعلميَّة، وسدمها کسعُ آراء المانعين وردُّ حججهم، وارتقنت بالانحياز، ونَزَعَ بعضُها إلى اتِّهام تديُّنِ المانعين انفعالاً أو المواربة بالتَّشکيک في التَّديُّن.
وقد أدَّت هذه الحالة إلى ظهور عقدةٍ جعلت بعضاً من الباحثين يجهد في السَّعي إلى استطلاب أعذارٍ للمتقدِّمين، أو إلى استدرار نصوصِهم وکتبِهم لعلَّها تمنُّ بشيءٍ يکون تکأةً بحيث يدفع به عن المتقدِّمين معرَّة القول بأنَّهم استنکفوا وأحجموا عن الاحتجاج بالحديث النَّبويِّ والاستشهاد به.

الموضوعات الرئيسية