أثر التراث في التشکيل اللغوي لديوان الشاعر محمد بن الطلبة الشنقيطي ت1856م

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

يتناول هذا البحث أثر التراث في التشکيل اللغوي لديوان الشاعر محمد بن الطلبة، أحد الشعراء الأوفياء للتراث الذين أنبتتْهم طبيعة أرض موريتانيا الشاعرة ، ويتغيَّا البحث الوقوف على تلک الظاهرة الفنية التراثية في ديوانه ، وذلک من خلال الحديث عن عنصر اللغة وبناء الأسلوب ؛ لاستظهار المنحى الذي نحتْه لغة الشاعر وأساليبه ومدى إفادتها من أشعار القدماء ، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الفني الذي توصلتُ من خلاله إلى أن الشاعر محمد بن الطلبة قد أبحر بلغته في عُباب الشعر العربي القديم ، متمثلا ديباجته القوية ، ومعجمه الشعري الأصيل ،وأسلوبه الرصين ، فکان يتخير من الألفاظ أقدرها على نقل الإحساس وأحفلها بالظلال والإيحاء والتصوير؛ حتى يستطيع أن ينفذ إلى إحساس قارئه ويثير لديه إحساسا مماثلا، وقد دارت ألفاظه بين القوة ،والجزالة ، والعذوبة ، والسهولة...، وذلک على حسب الغرض الشعري الذي ينظم فيه ، بيد أنها کانت تحتجب أحيانا خلف ستار کثيف من الألفاظ والتراکيب الصعبة الغريبة التي ازدحم بها ديوان الشعر العربي القديم . کما تنوعت أساليب الشاعر بين الخبر والإنشاء مع حُسن مزاوجته بينهما ، والدقة في توظيف نوعية الأسلوب الملائم للمقام في إطار رؤية فنية وشعورية صادقة غالبا ، فتجلى الأسلوب الخبري لتوضيح معانيه وتثبيتها في الأذهان ، ولم يخرج في الغالب عن أساليب السابقين ، فقد کان ينسج على منوالهم ويجري في مضمارهم ، کما تجلى الأسلوب الإنشائي بکثرة لافتة للنظر في ديوان شاعرنا ؛ وذلک راجع إلى أن هذا الأسلوب يتميز بدلالاته الثرية ، ويمثل اللغة في جانبها الحرکي المثير، ومن أبرز الأساليب الإنشائية التي تضوَّأت في شعره: أسلوب الأمر والنهي ، فقد کثر ورودهما واقترانهما ببعضهما في شعره ، وکذلک أسلوب الاستفهام ، والنداء، والدعاء..، وغير ذلک من الأساليب التي حوتْ في تلافيفها أصالة الشعر العربي القديم ، وارتشف شاعرنا من معينها ، ووشَّح أساليبه بطابعها ، مما ينم عن ثقافته التراثية الواسعة

الموضوعات الرئيسية