تتبع هذا البحث مفهوم الذات عند إقبال وما بها من معاني النفي والإثبات والکمال والنقص لعرض تجربته الرائدة التي تميز بها من غيره في محاولة فريدة للتجديد الفکري الإسلامي، والکشف عن الرباط القوة بين الذات المفردة والذات المشترکة في شعره النضالي الفلسفي، فکلاهما وثيق الصلة بمقاصد الحياة الکلية؛ يتداخلان ويتبادلان داخل الحياة على النحو الذي تکشف عنه الدراسة المبنية على الدلالات والإيحاءات فيما بينها، وقد يتجاوز لفظ الذات معانيه الإنسانية ويخرج من معناه البشري المعجمي إلى معنى إلهي مُتلبِّساً بالقوةِ والتَّفرد، ساعياً إلى الامتلاک المطلق، کما يعمد إقبال إلى الرمزية والإيحاء حيناً، وإلى المعارف والفلسفة حيناً، وإلى التلوين والتصريح حيناً آخر، مع قِلَّة الخيال وضعف الصورة في معاني شعره مما جعله يخاطب الخاصة دون العامة، فشعره فلسفي علمي لا يدرک مراميه ومعانيه إلا کل متخصص، کما سيتضح في سياق هذه الدراسة.
)
مشاهدة على SCiNiTO