من البلاغة النبوية في أحاديث حقوق خير البرية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

خص الله النبي ـ ﷺ ـ بمناقب ومحاسن کثيرة، وأوجب له حقوقًا لابد من أدائها، ومن الملاحظ اليوم أن کثيرًا من أبناء الإسلام قد انشغلوا بأشياء کثيرة في واقعهم، جعلتهم ينحرفون عن محاولة معرفة حقوق النبي ـ ﷺ ـ ؛ لذلک کان الهدف التعريف بحقوق النبي علينا و التي منها، حق الإيمان، وحق الطاعة، وحق المحبة، وحق التوقير والتعظيم والصلاة عليه، وجاءت أحاديث حقوق النبي ـ ﷺ ـ على لسان صاحبها، الذي أوتي جوامع الکلم؛ لذلک تجد فيها الکثير من الأساليب البلاغية الرائعة، والدقائق التعبيرية الرائقة، مما يجعل دراستها إثراءً للدرس البلاغي؛ لذلک اتبعت الدراسة المنهج التحليلي؛ للکشف عن الأساليب البلاغية، وتحليل النص النبوي وبيان جماله وأسراره وبثه في المجتمع؛ لتعريف الأمة بحقوق نبيها ـ r ـ عليها؛ فکانت هذه النتائج: جاءت هذه الحقوق في صياغة بلاغية تناسب بلاغة قائلها ـ ﷺ ـ فتجد أبلغ الأساليب التي من خلالها يفطن السامع إلى أهمية الأمر؛ حيث يعبر النبي ـ ﷺ ـ بأسلوب التوشيع ليشوق المخاطبين للوصول لحلاوة الإيمان التي تتحقق بمحبته ـ ﷺ ـ، کما کان للإيجاز بالحذف دورًا بارزًا في إظهار تلک الحقوق؛ لتعرف وتحفظ ويتم تطبيقها. واستعمل النبي ـ ﷺ ـ أسلوب القصر بأنواعه المختلفة، وکان طريق النفي والاستثناء هو أجدر الطرق؛ لإثبات تلک الحقوق، وحمل النفوس على الإقرار بها، ويستفهم النبي ـ ﷺ ـ بصيغة (ما بال) التي تعکس تعجبه وإنکاره على الذين تشددوا في الدين وترکوا الأخذ بالرخصة، کما کان الأسلوب القصصي، والحوار والسؤال، وجواب النبي ـ ﷺ ـ بالأسلوب الحکيم، الأساس في بيان ثواب محبته ـ ﷺ ـ، کما استخدم صورة المثل؛ ليوضح حرصه ـ ﷺ ـ على هداية قومه، وأتي بالتشبيه ليوضح کيفية الصلاة عليه. والاستعارة المکنية والتبعية؛ لبيان وجوب محبته ـ ﷺ ـ ، واستعمل الکناية في تصوير سرعة نجاة الطائعين، وتصوير إعراض المکذبين، وبالمحسن البديعي المقابلة، والجمع مع التقسيم؛ بيَّن أقسام الناس في قبول دعوته ـ ﷺـ.

الموضوعات الرئيسية