الحِجاج في خطب الحَجَّاج

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

انمازت اللغة العربية من غيرها بتعدد آلياتها الحجاجية سواء على مستوى الألفاظ أم على مستوى التراکيب، کما تفرد الخطباء العرب بامتلاکهم نعمة البيان، وکان الحَجَّاج واحدا من هؤلاء الذين تمثلت اللغة على ألسنتهم في أبهى صورها وأظهر خصائصها؛ فاستطاع بما أوتي من فصاحة ولسن أن يوظف آليات اللغة وبخاصة الحجاجية منها توظيفا ظهرت معه البنية الحجاجية للغة؛ من حيث منطلقاتها الحجاجية ووجوه اتصالها التتابعية والتواجدية، وحجة السلطة والاستلزام الحجاجي والسلم الحجاجي الذي اتسمت به خطبه، وبهذا استطاع أن يظهر على مناوئيه ويبذهم وخصوصا أنه کان ذا بصيرة نافذة فاذّة أمکنته من فهم نفسية المتلقين ومواطن التأثير فيهم، کما وظف النصوص الدينية والأشعار العربية توظيفا استدلاليا جعله يعضد فکرته بنصوص لا سبيل إلى نکرانها، وساعده هذا أن جعل خطبه متعددة الأصوات ومسيطرة على قلوب المتلقين وعقولهم، کما أظهرت النظرية الحجاجية وجها آخر لخطب "الحَجَّاج" مغايرا للوجه الذي کانت تظهر به قبل ذلک؛ وبهذا يمکننا التوجه إلى تراثنا الأدبي مستعينين بالمناهج الحديثة التي تجلّي الوجوه الغائبة لهذه النصوص، وفي هذا إحياء لهذا التراث وبعثه، وقد أفادت هذه الدراسة في استخلاص فکرة عن العصر الأموي مفادها أن هذا العصر اعتلقت فيه قوة السيف مع قوة الکلمة؛ فالحَجَّاج استخدم کلتيهما في ردع الخارجين وإهماد ثوراتهم.

الموضوعات الرئيسية