بَوَاعِثُ اليُوتُوبيَا والدِّيستُوبيَا في العَصْرِ الجَاهِلِيِّ " بَينَ التَّنْظِيرِ وَالممَارَسَةِ

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

غدا مفهومُ اليوتوبيا يترددُ کثيراً في الأوساط الأدبية والنقدية کمصطلحٍ جديدٍ يُطلق على کلِّ عمل أدبي يحمل من الفضائل والمُثل العُليا مالم يحمله الواقعُ ، فبات نموذجاً لمجتمع خياليٍّ يتحقق فيه الکمالُ أو يقترب منه ، فرحتُ أقلِّبُ النَّظرَ في تراثنا القديم ، وأُردِّدَ البصرَ لتخريج الموضوعات وانتشالها من الموت المحتمل الذي تُخيِّم عليه الإيديولوجيا المتطاحنةُ والرأسماليةُ المهيمنةُ واليوتوبيا المتنازعةُ ، فعرضتُ بعضَ النَّماذج القَيِّمَةِ لِرسمِ تراثِنا في أذهان الأجيال ، مُتحرِّياً الدِّقةَ حتى يَظفَرَ البحثُ بمرادِه.
فالدعوةُ إلى الحرية، ودفعُ الجوع، وردُّ الظلم، ومحاربةُ الفقر، ومعاونةُ المحتاجين، وطلبُ المساواة ، ومقاومةُ الانهيار الاجتماعي والقمعِ السياسي أو الشمولية، تلک الفيروسات التي أمرضت المجتمعَ وأضعفت مناعتَه .. وغيرها من الصفات التي دَعت إلى معالجتها اليوتوبيا في مَدِينتِها الفَاضلةِ ؛ کانت من أهم الأشياء التي عَانَى منها العربُ في واقعهم السياسي القاسي الذي سَادَ مجتمعَهم ، ويبدوا أنهم أرادوا يوتوبيا صريحةً طالما يرفضون ذلک الواقعَ ، فأحْدَثُوا أولَ تمرُّدٍ ، وأول خُروجٍ ، وأولَ صدعٍ قويِّ الأثر في مجتمعهم القديم 

الموضوعات الرئيسية