من الانزياح في شعر اللغويين " بانت سعاد" في إبداع" سعد مصلوح" أنموذجًا

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

تقوم فکرة البحث على رصد الخروقات الجائزة والانحرافات المستساغة- وربما المطلوبة- التي يسلکها الشاعر لخلق أسلوب خاص به، يمکننا من معرفة أبعاده الانفعالية تجاه التجارب المتنوعة، سواء أوقع هذا الانحراف في الصورة، أم في الجملة، أم في الکلمة، أم في الصوت، أم في الموسيقى، أم في الدلالة.
      وقد اخترت من بين الشعراء معاصرًا لغويًا، له إسهام کبير في الدرسين اللغوي والأدبي إبداعًا ونقدًا، فتناولت بعضًا من الشق الشعري لهذا النتاج الضخم، وخصصت" بانت سعاد" بالدراسة، لسبب بينته في المقدمة التي أعقبتها بتمهيد تأريخي، يرصد علاقة اللغويين بالشعر، وأبرز معالم نتاجهم الإبداعي قديمًا وحديثًا، ثم جاء المبحث الأول؛ کي يتحدث عن الانزياح في الترکيب الذي شمل کل أرکانه؛ فانزاح من الجملة الاسمية إلى الفعلية- وخاصة الماضية- ثم جاء الحذف الذي شمل کل مکونات الجملة؛ من مسند، ومسند إليه، ومفعول به، ولأجله، والمتعلق...إلخ، ثم جاء التقديم والتأخير؛ للتخصيص تارة والتغليب والترتيب تارة أخرى، ليختم الحديث بانزياحية الالتفات، الذي جاء في الضمائر والأسلوب والاستدعاء التناصي لأغراض متعددة، لأنتقل من البحث في اللفظ إلى البحث في المعنى، متحدثًا عن أبرز العدولات التي شکلت معالم الصورة الشعرية من استعارة تکونت من وحدات متضادة، وترشيح قرب بين رکنيها، وتشبيه أرسله مرة وأکده مرات عديدة، ثم کان للمجاز دور في هذا الانزياح، بقرائن سياقية تارة ولفظية تارة أخرى، ثم وقعت الکناية خاتمة هذه الانزياحات التصويرية.
       ثم جاء البحث في الإيقاع؛ الذي آثر فيه الشاعر استخدام الوحدات المهموسة في بداية التجربة، ثم المجهورة في وسطها، ثم يوازن بين المجهور والمهموس في الخاتمة؛ ليعود کما بدأ، ويعضدها بانزياحات موسيقية في الوزن بزحافاته، والقافية بصفاتها وحرکاتها وحروفها، لتختم تلک المباحث بالحديث عن سلبيات وقوع الانزياح في تلک القصيدة، وهي سلبية واحدة خاضعة لوجهات نظر ورؤى ذوقية، لا تنال في مجملها من القيمة الفنية للقصيدة التي تعد صرخة إنکار لواقع مر

الموضوعات الرئيسية