رسائل التعزية بالأبناء في الأندلس (المحتوى والفن)

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

يهدف البحث إلى الکشف عن محتوى رسالة التعزية وقيمتها الفنية، وبيان ما تنطوي عليه نفوس الکتاب، وما تحويه صدورهم تجاه المتوفَّى، وصاحب المُصاب(المعزَّى)، وقد اتبعت في دراسة هذا الموضوع المنهج الفني الذي يتأمل النصوص ويحللها تحليلا فنيا يکشف عن قيمتها، وقد توصل البحث إلى أن التعزية بالأبناء من أهم أنماط التعزية، وأصدقها عاطفة، وأعمقها تجربة، وأن البناء النفسي والفکري لرسالة التعزية يدور حول عناصر معينة لا يکاد يخرج عنها؛ الهدف منها تسلية المصاب، والتسکين من لوعته وفزعته، وهي: التأمل في الموت والحياة، وذم الدنيا والتنفير منها، والتذکير بالآخرة، والتحذير من الجزع، والتأسي بالرسول الکريم- صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الموقف، والدعوة إلى الصبر والتسليم، والرضا بقضاء الله تعالى، وإظهار الکاتب التفجع والحزن على المتوفَّى، والإشادة بجليل أوصافه، وجميل خصاله، والدعاء بما يناسب المقام، ويتواءم مع الموقف، تهوينا من شأن الرزء، وتسلية لصاحب المصيبة وتخفيفا عنه، وکان من سمات رسالة التعزية التنوع في البدء والختام؛ إذ لم يلتزم الکتاب ببداية معينة أو خاتمة بعينها، وإنما نوعوا في البدء والختام، بما يعکس اختلاف الرؤى، وتعدد الأذواق، وغلبت على هذه الرسائل العاطفة الصادقة، والمشاعر الجياشة، فجاءت التجربة معبرة عن شعور الکاتب وأحاسيسه، بدا ذلک جليا في کل أجزاء الرسالة حتى نهايتها، حيث نجد فوران الفؤاد، وحرارة الانفعال بالموقف، وقوة الشعور، والإحساس بمرارة فقد الأبناء وأثر ذلک على النفس تنطق به أجزاء الرسالة، وقد اتسمت هذه الرسائل بميزات وسمات ميزتها من غيرها، منها: بروز الاتجاه الوعظي الذي يتجلى في ذم الدنيا والتحذير منها، والاستعداد للموت، والدعوة إلى الصبر والتسليم، ونبذ الجزع، والتأسي برسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الموقف، کما برزت نزعة الحزن التي تلف الرسالة من أولها إلى آخرها، وتهيمن على أفکار الکاتب ومعانيه، وتغلف أسلوبه وصوره، کما بدت نزعة التأمل واضحة جلية في الحديث عن حقيقة الموت والحياة، ويوصي البحث بالتأمل في التراث الأندلسي شعرا ونثرا، فهو جدير بالبحث والدراسة خاصة النثر، والذي لا زالت درره ولآلئه تفتقر إلى الغواص الماهر الذي يستخرجها، ويقف على قيمتها الأدبية والفنية.

الموضوعات الرئيسية