مصطلحا العدول والانزياح في ميزان النقـــد الأدبـــي الحديــــث-دراسة نقدية موازنة

نوع المستند : نصوص کامله

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

يوازن هذا البحث بين مصطلحين نقديين دائرين في الاستعمال النقدي العربي الحديث أحدهما تراثي عربي (العدول) والآخر حداثي غربي (الانزياح)، بعد أن لاحظ الباحث أن الغلبة في الاستعمال کانت من نصيب مصطلح الانزياح على حساب مصطلح العدول .
ويهدف هذا البحث إلى الوقوف على لب إشکالية توظيف مصطلح الانزياح في النقد العربي الحديث، وأن يُفند أدلة المفضلين له، ثم يوازن بينه وبين مصطلح العدول من خلال دراسة تؤصل لهما من حيث النشأة والمفهوم، والمعيار، والأنواع، ثم الموازنة بينهما في ضوء العناصر السابقة، لنرى في النهاية أيهما أحق بالتوظيف في ضوء ثقافتنا ولغتنا، ووصولًا إلى الهدف من هذه الدراسة فقد اتبعت المنهج الاستقرائي الوصفي، إذ استقريت ـ حسب ما تيسر لي ـ ما کتب عن المصطلحين، ثم قمت بتوصيف ما قرأت من خلال المناقشة القائمة على الوعي بأبعاد المصطلح، ومرجعيته، وآفاق استخدامه النقدي، وهذا الموضوع يستنتج منه أنَّ إشکالية توظيف مصطلح الانزياح في النقد العربي الحديث تتمحور حول تقديم معيار التماثل التام على معيار الوظيفة التواصلية للفظة المترجمة، الأمر الذي أدى إلى تفضيل مصطلح غربي غامض وغير منضبط، على حساب مصطلح عربي قار ومنضبط وهو العدول، وقامت أسباب تفضيل الانزياح على العدول في النقد العربي الحديث على حجج واهية سرعان ما تلاشت أمام المناقشة الموضوعية، وکان المعيار العربي لمصطلح العدول أکثر انضباطًا واتفاقًا عليه من النقاد مقارنةً بمعيار مصطلح الانزياح الذي اتسم بالکثرة والتنوع، وأدى تقسيم أنواع الانزياح إلى سياقي واستبدالي إلى التداخل بين نوعيهما، وعدم وجود حدود فاصلة بينهما، في حين أن تقسيم أنواع العدول ـ عند بعض النقاد العرب ـ باعتبار الحرف والکلمة والجملة کان أکثر تحديدًا، ومنعًا للتداخل، وتشابه المصطلحان في الاهتمام بالشعر وجعله أصلاً للغة الفنية، واختلفا بعد ذلک في المرجعية فکانت مرجعية العدول لغوية بلاغية نقدية، ومرجعية الانزياح أسلوبية، وترتب على ذلک أن کان العدول أرسخ رکنًا وأثبت قدمًا من الانزياح في نقدنا العربي، ويوصي الباحثين بإيثار مصطلح العدول في ممارستهم النقدية وعدم الانصياع وراء استخدام مصطلح الانزياح بعد أن ثبت أفضلية العدول عليه . 

الموضوعات الرئيسية